المشروع قابل للتغيّر بسرعة وسهولة.سلسلة من التدخلات امام أبواب مدينة تطوان للفنان محمد المهداوي, بيديه يشغّل نظاما للري بالتنقيط. كل باب محمّل بتاريخ اذ صنع لكل باب وعاءا حجمه مرتبط بعدد المارة بالعتبات في يوم واحد في القرن الثامن عشر العصر الذهبي لتطوان. كل قطرة ماء تمثل شخصاً يعبر الباب والفيض على الورقة دليل على تجاوز اعداد المارة مما كانو عليه في الماضي. مقارنة تاريخية للمارة بين الماضي والحاضر مبدأ الأداء نفسه والنتيجة تختلف من باب إلى آخر العمل يسلّط الضوء على ظرفية مسار الخلق وصلاته بالأحداث اليومية والعشوائية. ويجمع بين البسيط والتقليدي مثل الصلصال والخشب مع عناصر معاصرة مثل الري بالتنقيط. فيشكل العمل مزيجاً متناقضا يؤسس لواقع المغرب، البلد المتأرجح بين التقليد والتجديد. جمع المهداوي بشاعرية الاعتبارات الماضية لتطوان وواقعها الراهن. وعلى التناقضات بين مناطق المدينة. فربط عمله باعتبارات سياسية وما تفرضه من تغيرات. الابواب ومحيطها يشي بالاوضاع المعيشية للسكان. تدخلاته كانت تارة داخل سياقات متوترة وحينا هادئة حوار في محيط منهمك مع احترامه حميمية جوار بسيط ومعقّد يجسد العمل عدة تحقيقات مثل طبيعة العناصر بين الأعمال الفنية والتوثيقية، وعلى قضايا تقع في صميم المدينة ويبرز الطريقة التي نسجت فيها الروابط مع السكان. يصعب تصنيف مشروعه. مد بين عرض الأداء والرسم والتجهيز والوثائقي والممارسة الملتزمة اجتماعياً.